لم يكن يتوقع يوما ذلك الشاب الكويتي، حسن سليمان، الشهير باسم "أبو فلة" ان يكون حديث العالم، ليس بسبب إجادته للعبة شهيرة أو لدور تمثيلي قام به، بل لهدف إنساني نبيل نجح في أن ينفذه.

بدأ صيت "أبو فلة" ينتشر خلال السنوات الماضية، بسبب نشاطه الإنساني الكبير في جمع التبرعات، من خلال فعاليات البث المباشر، التي يتعاون فيها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام.

من هو أبو فلة؟

لكن قبل الحديث عن أرقام أبو فلة القياسية، يجب أن نسلط الضوء على من هو أبو فلة؟

أبو فلة، هو ذلك الشاب الكويتي الذي يبلغ من العمر 24 عاما، الذي دشن في عام 2016، قناة عبر موقع "يوتيوب" تهتم بعرض الألعاب والمقاطع الترفيهية.

ورغم أن أبو فلة لم يكمل دراسته الجامعية لأسباب مالية، إلا أنه عرف فيما بعد طريق الأموال والربح المادي، عن طريق قناته عبر "يوتيوب"، التي حملت اسم "قيمز فلة" والتي جمعت 23 مليون مشترك وحققت أكثر من 3 مليارات مشاهدة.

وسرعان ما أصبحت قناة "أبو فلة" الأكبر في قنوات المحتوى في الوطن العربي في مجال ألعاب الفيديو ووصفت بأنها القناة الأسرع نموا عالميا.

العمل الخيري

بدءا من يونيو 2020، انتقل أبو فلة من مجال استعراض الألعاب إلى العمل الإنساني والخيري، ساعد باستخدام قناته على بناء مسجد مساحته 100 متر مكعب في موزمبيق، ثم دشن بعدها حملة باسم "بئر أبو فلة" والتي تمكن منها بتزويد ألفي شخص في مالي بمياه الشرب.

وبدأ بعدها متابعيه في الزيادة، ما دفعه لإطلاق حملات إنسانية أخرى ومتوسعة، لدعم اللاجئين في سوريا وبناء مستوصفات في اليمن، والتي كان أبرزها حملته برعاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم 5715 أسرة من اللائجين السوريين، بحملة حملت عنوان "دفي قلوبهم"، وتمكن من جمع مبلغ الحملة خلال بث مباشر ومتواصل وصل إلى 28 ساعة كاملة، ووصل حينها متابعيه إلى 20 مليون شخص.

أبو فلة وغينيس

لكن غينيس في حملته الأخيرة "لجعل شتائهم أدفأ"، تمكن من تحقيق رقمين قياسييين في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية صعب تكرارهما، والتي تعاون فيها مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام.

وتهدف تلك الحملة لجمع 10 مليون دولار أمريكي، لتقديم الدعم لأكثر من 100 ألف أسرة من اللاجئين والمحتاجين في العالم العربي وقارة إفريقيا، لمساعدتهم على تخطي البرد القارس، وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وحبس أبو فلة نفسه في غرفة ذات 3 حوائط في مدينة دبي الإمارتية، واستمر في بث مباشر لمدة 3 أيام متواصلة، ورغم أن هدف الحملة كان جمع 10 مليون دولار، تمكن أبو فلة من جمع 11 مليون دولار أمريكي.

وحصد أبو فلة خلال بثه المباشر هذا، رقما قياسيا كأكبر عمل خيري يتم جمع تبرعات فيه عبر موقع "يوتيوب"، بالإضافة إلى رقم قياسي ثاني، متمثل في أنه نفذ أطول بث مباشر على منصة "يوتيوب".

وقال أبو فلة عدد من الكلمات الخالدة خلال بثه المباشر، المستمر طيلة 3 أيام، والتي كان أبرزها: "الدفء في الشتاء لمن يعاني البرد والصقيع لا يقل أهمية عن الحاجة للطعام وماء الشرب".

كما قال اليوتيوبر الكويتي أيضا: "هناك ملايين اللاجئين والنازحين في المنطقة ممن يحتاجون إلى كل دعم يجدونه، لذلك أردت أن أشارك في هذه المبادرة الإنسانية".

وطالب كذلك أبو فلة من الجميع المساهمة في حملته أو أي حملات مشابهة، "لندخل الدفء على حياة المحرومين منه.

ويثبت نموذج أبو فلة، أن الفشل في الحياة، وأن البدايات الفاشلة دراسيا أو اجتماعيا، يمكن أن تكون أساسا لننطلق منه إلى واقع ومستقبل أفضل، بشرط أن يكون لديك النية للتحدي وهدف نبيل تسعى ورائه.