فكرة بسيطة نفذها مجموعة من الشباب، لإضفاء روح الدعابة إلى الواقع اللبناني المليء بالعثرات والمشاكل الاقتصادية والسياسية، لكن لم يتخيل أصحابها أن تحظى بتلك الشعبية الكبيرة.

نتحدث هنا عن قناة "HowAboutBeirut"، التي أطلقها مجموعة من الشباب عبر منصة تصفح مقاطع الفيديو الشهيرة "يوتيوب"، والتي حصلت حتى الآن على إعجاب 1.7 مليون شخص.

وتستخدم القناة طريقة برامج المقالب الشهيرة، ولكن بأسلوب ذكي مبتكر يضفي المزيد من روح الدعابة لمقاطعها التي لا تتجاوز الـ3 دقائق تقريبا.

عدسة مقربة

واستفاد مؤسسا القناة، أليكس وجاد من خبراتهما الواسعة في التصوير، بالتقاط صور لأشخاص عاديين في شوارع بيروت، باستخدام العدسات المقربة لكاميراتهم، ثم يطبعونها سريعا ويجهزون منها ملصقات يتم توزيعها في الشارع الذي يسير فيه الشخص.

وتمنح تلك الملصقات لمجموعة من الممثلين الشبان، الذين يركبون في حافلة مكشوفة، ويمسكون بتلك الصور ويرفعونها عاليا ويهتفون للشخص، وكأنه أحد المشهورين أو السياسيين أو المرشحين للانتخابات.

وبمجرد ما تقف الحافلة أمام الشخص أو ضحية المقلب، يبدأ الممثلون في الهتاف له مطالبين إياه بالترشح للرئاسة.

ويقول الثنائي أليكس وجاد، في تصريحات نقلها موقع "بيتا بيكسل"، إنهما تلقيا جميع أنواع ردود الفعل المختلفة، حيث كان البعض مرتبك بصورة كبيرة، وظهر آخرين مستمتعين، فيما تفاعل واحد من كبار السن مع الممثلين وبدأ في التجاوب معهم.

صدفة بيروتية

ومع ازدياد رواج القناة، بدأ الثنائي يطور من المقلب، حيث يقوم الفريق بتصوير رجل جالس في الشارع، ثم يتم طباعة الصور، ويقوم أحد الممثلين عن طريق "الصدفة المدبرة" بإسقاط مجموعة من المطبوعات تحت قدمي الرجل وهو يسير أمامه.

بدا في تلك اللحظة الرجل الجالس وهو يشعر بالقلق ممن قام بتصويره وطباعة صوره، ويسعى للتسلل والهروب خوفا مما قد يفعله هذا الشخص به.

الصور المتلصصة 

وتكمن فكرة الصور المتلصصة تلك على التقاط الصور في أوقات قد يكون الشخص غير مستعدا لها، لتظهر مشهدا غير مألوفا.

وكان أول من طبق تلك الفكرة عمليا مصور حفلات الزفاف الشهير، جيمس داي، في عام 2015، عندما قدم داي لعروسين في نهاية حفل زفافهما ألبوم صور لم يتوقعانه لعدد من اللقطات المتلصصة، التي لم يكن فيها أحد مستعدا للتصوير.

وشعر العروسين حينها بالصدمة من فكرة الألبوم وطريقة الصور، لكنها جعلتهما ينظران إلى تعابير وجهيهما باستغراب ودهشة وسعادة ممزوجين ببعضهم البعض.

ولكن يدرك داي وكذلك أليكس وجاد أن تلك الصور المتلصصة، إذا لم يتم أخذ إذن صاحبها حتى لو بعد حين من التقاطها فهذا يعتبر انتهاكا لخصوصيتهما، خاصة إذا ما تم استغلال تلك الصور في أي أغراض ترويجية أو دعائية، أما إذا كانت بإذن صاحبها أو في صورة الدعابة التي سيقبلها صاحب الصور فيما بعد، فتلك ستكون لقطة طريفة يمكن أن تظهر لنا رودود الأفعال والاستجابة السريعة للأشخاص في مختلف المواقف.