في السنوات الأخيرة ومع تصاعد استخدام ساحات السوشيال ميديا و سيطرتها على النفوس بشكل كبير , تكاثرت أخبار من نوعية ذلك اليوتيوبر الإيراني الذي استغل وفاة صديقته للإعلان عن مطعمه الجديد منذ عدة أشهر على سبيل المثال و تلك الإنفلونسر و زوجها اللذان لا يكفان عن إفزاع طفلتهما لجمع أكبر عدد من المشاهدات لدرجة دعت الكثير من الناس أصحاب القلوب الرحيمة أن يطالبوا بمحاكمتهما لتعديهما على أبسط حقوق الطفلة ألا وهي الأمان .
هذه الأخبار بدورها تطرح تساؤل ضروري وهو :
هل نتناسى إنسانيتنا في سبيل جمع اللايكات؟
و حشد أكبر عدد من التعليقات و صعود سهم المشاهدات ؟ هل مازالت معاني الصداقة والأمومة و الإنسانية بشكل عام تشكل "معنى ما" لدينا أم صرنا عبيد
للسوشيال ميديا و أهدافها فقط ؟
هل يجوز دهس إنسانيتنا لجذب انتباه المشاهدين أملاً في جعلهم متابعين ؟ هل حزنك على صديقتك المتوفية لم يكن كافياً ؟ و نظرات طفلتك المرتعبة لم تؤلمك ؟
بعض اليوتيوبرز والانفلونسرز يسعون بكل ما أوتوا من قوة نحو إثارة شهوة "شاهد قبل الحذف" ويلعبون على اختلاق ما يستفز الناس حتى ولو سلباً فالمشاعر الغاضبة سهل استثارتها كما ذكر غوستاف لوبون في كتابه "سيكولوجية الجماهير" .
وما أجمل من حرب إلكترونية تندلع في التعليقات من أجلك بين مؤيديك و معارضيك .. لكن هل تستحق هذه الحرب المرضية لغرورك التنازل عن مبادئك والدفع بإنسانيتك نحو الحافة لتهوي ؟!
ربما يجب علينا اختبار مشاعرنا من آن لآخر فربما تبلدت و تجمدت و صارت تحمل زرقة الفيسبوك !!