منذ المراحل الأولى لظهور يوتيوب، كانت مقاطع الفيديو غير المرغوب بها تمثل مشكلةً لتلك المنصة. ومع ذلك، منذ ظهور ميزات التسوق المباشر وأدوات تحقيق الدخل الأخرى، فإن هذه الأنواع من عمليات الاحتيال والممارسات الخادعة تشكل خطراً كبيراً على مستخدمي المنصة حيث يمكن أن يقعوا فريسة للسرقة.
يَعتبِر يوتيوب أن المحتوى غير المرغوب به هو أي محتوى يَعِد المستخدمين بأنهم سيشاهدون شيئاً ما، ولكن بدلاً من ذلك يوجههم إلى موقع إنترنت بعيد عن المنصة، وكذلك الأمر بالنسبة للمحتوى الذي يخدع المشاهدين من خلال وعوده لهم بأنهم سيكسبون المال، من أجل الحصول على نسبة مشاهدة مرتفعة وعلى المزيد من التفاعل. كما يُعتبَر بريداً عشوائياً أي محتوى يوجه المستخدمين إلى مواقع الإنترنت التي تطلب معلومات شخصية.
ليس هذا فحسب، بل يضع يوتيوب ضمن خانة البريد العشوائي جميعَ القنوات التي تنشر نفس المحتوى بشكل متكرر على قناة واحدة أو أكثر، والقنوات التي تحمّل المحتوى بكميات كبيرة ومجمّعة، وتلك التي تنشر محتوى تمت سرقته أو نسخه من قنوات أخرى، بالإضافة إلى قنوات المحتوى التي يتم إنشاؤها ذاتياً بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI) أو التي تنشر المحتوى التابع لغيرها من القنوات وبأعداد كبيرة.
من ناحية أخرى، يمكن أن يصنف يوتيوب أيضاً أي محتوى على أنه غير مرغوب به عندما تكون صوره المصغرة مضللة للمشاهد، أي تلك التي تحتوي صورةً لأحد المشاهير لا علاقة له بالمحتوى أبداً، إضافةً إلى المحتوى الذي يتضمن معلومات خاطئة أو مضللة في سياقه أو عنوانه أو الصورة المصغرة أو التوصيف، خاصةً إذا كان هناك خطر حدوث ضرر أو خسارة أموال حقيقية.
لتحديد هذا المحتوى الضار، يوجد لدى يوتيوب فريق من العاملين الذين يستعرضون القنوات ومحتواها للتأكد من أنها تحقق معايير الجودة، فضلاً عن وسائل تتيح للمستخدمين وضع إشارة على مقاطع الفيديو لتشير أنها "غير مرغوب بها" أو أنها ذات محتوى ضار ضمن القنوات.
إذا كان المحتوى الخاص بنا ينتهك أياً من سياسات الجودة في يوتيوب، فستتم إزالة المحتوى وعبر البريد الإلكتروني ستبلغنا المنصة بذلك. ومع هذا، إذا كانت هذه المرة الأولى التي نخرق فيها القواعد فسوف نتلقى تحذيراً فقط ولن تكون هناك عقوبة أخرى.
ولكن إذا فشلنا في الامتثال لمعايير الجودة عدة مرات، فسنحصل على ما يسمى "ضربة"، وهي تمثِّلُ عقوبة. عندما نتلقى 3 "ضربات" في غضون 90 يوماً، ستتم إزالة قناتنا وقد يتم أيضاً إنهاء حسابنا. ذات المصير يمكن أن يحدث أيضاً إذا ارتكبنا إساءةً جسيمة.