تملك الكثير من الوقت الضائع أو المسافات الزمنية الفارغة بين عمل وآخر وتريد استثمارها في شيء ملهم ومفيد؟ إليك واحدًا من أهم الكنوز الإذاعية في العالم الرقمي.

إنه البودكاست، فن التدوين الصوتي أو ما يعرف بالبث الإذاعي. قد لا يعرف عنه الكثير وقد يخلط بينه وبين إذاعة الراديو التقليدية، لكن مهلًا. البودكاست يختلف!

البودكاست برامج إذاعية يتم تسجيلها ونشرها على الإنترنت في سلسة حلقات قد يختلف مضمونها أو يتشابه حسب ما يقدمه القائمين على صناعة البرنامج. إنها إذاعة موجهة إلى جماهير تختار ما تستمع إليه، وترغب في وجود مادة مسموعة تتيح لهم إمكانية العودة إليها وتكرارها في أي وقت.

لم يكن البودكاست شائعًا فيما مضى لكنه حصل على تميزه مع الوقت، وبدأ يجذب انتباه كثير من الناس وليس فقط محبي الإذاعة أو الاستماع إلى المحتوى الصوتي.

إن ما يميز برامج البودكاست في عالم صناعة المحتوى الرقمي، هو سهولة الوصول إليها من خلال تطبيقات مخصصة مثل RSS و Soundcloud كذلك تطبيقات الآيفون والأندرويد مثل iTunes، فالهواتف الذكية سهلت الطريق لهذه البرامج الرقمية بتوفيرها تطبيقات تسمح بالعرض والاستخدام مجانًا دون أن تلزم الجمهور بأي تكاليف مادية. فقط كل ما عليهم هو القيام بخطوات التسجيل الأولى والاشتراك للدخول إلى التطبيق الخاص ببرامج البودكاست.

يقوم المشترك بالدخول على التطبيق بكل سهولة واختيار المحتوى المفضل له في أي وقت، والتي عادة تكون مصنفة ومرتبة حسب حاجات المستمع، كذلك يمكنه الاستمرار من حيث توقف ولن يحتاج إلى إعادة مقاطع لا يريد سماعها.

وفقًا لإحصائية أمريكية: عدد المستمعين لبرامج البودكاست وصل إلى 112 مليون في الولايات المتحدة الأمريكية فقط باختلاف أهدافهم بين الرغبة في التعلم أو الحصول على المتعة وعدم إهدار الوقت، كذلك يزداد الأمر تطورًا في العالم العربي مع نجاح البودكاست في الوصول إلى عدد كبير من المستمعين في مختلف المجالات.

ولا يفوتك البودكاست للجميع!

صناعة البودكاست لا تتوقف على المنصات فقط. فالأمر يتسع للأفراد المستقلين أيضًا إذ يمكنك أن تكون صانع لبرنامج بودكاست في منزلك! ولن تحتاج للقيام بذلك سوى للأدوات المساعدة لك كالمسجل الصوتي والمايك.

هناك نماذج مستقلة متعددة في عالم البودكاست العربي مثل محمد المطيري الذي يقدم بودكاست "شيء في خاطري ودي أقوله" ومنى السويدان في بودكاست "حروف سويسرية" وغيرها من البرامج التي تتضمن قضايا فكرية هادفة ومختلفة يقدمها مجموعة من الشباب المؤثر في عالم صناعة المحتوى مثل بودكاست كلام فلسفة الذي يقدم للمستمع مختلف القضايا والمشكلات الفلسفية الشائعة.

البودكاست متعة حقيقية يمكنها إضافة الكثير إلى يومك في كل مكان، وكل وقت خاصة حين لا يتوفر لك متسعًا لقراءة كتاب أو مشاهدة فيديو مرئي يحتاج إلى دقائق وساعات ربما لا تملكها من يومك.

توسع البودكاست في مجالاته وبرامجه التي يقدمها على الإنترنت حتى أصبح منافسًا قويًا للراديو التقليدي الذي اعتدنا عليه. فهل ينتصر؟