هناك فوق ساحة هاتفك أو حاسوبك تطبيقان يجلسان باللوني الأحمر والأبيض لكنهما ليسا بمجرد تطبيقان , إنهما كالمتاهة التي يدخلها الفأر فلا يكتب له الخروج منها .. أو تجسيد حي للفيلم الأمريكي "ميز رانر" حيث تركض وتركض في متاهة متشعبة متشبثا بأمل النجاة منها يوما.
نتحدث عن كل من "بنترست" و "يوتيوب" .. تطبيقان من عمل الشيطان إن جاز التعبير فما أن تتصفح أحدهما إلا وتجد نفسك لا تقوى على الخروج وكأنهما كالسمّ يتسرّب في دمك .. شيء ما بهما يجعلك مدمنا بشكل غريب يجذباك نحو هاوية إضاعة الوقت دون شفقة منهما ولا رحمة.
اقرأ ايضا : إجازة واجبة من السموم الرقمية
يستخدم ما يقارب من 335 مليون شخص شهريا تطبيق "بينتريست" وأكثر من نصف هذا العدد يعدوا مستخدمين نشطين أسبوعيًا عليه, جرت العادة بأن تفتح حسابك على بينتريست للبحث عن صورة ما لتحتفظ بها على هاتفك أو حسابك فقط لتستخدمها في تصميم مثلا أو حتى كخلفية لهاتفك أو فقط للإستفادة منها لاحقا بأي شكل كان , لكن ما يحدث انك تجد نفسك قد فقدت إحساسك بالزمن فتتنقل من صورة إلي صورة ومن وسم إلى وسم آخر و تتابع حساب هذا و تتفقد حساب ذاك .. ولو هبت العاصفة بجانب رأسك أثناء جولتك ببينترست فلن تشعر بشئ .. انت منجذب نحو عدد لا نهائي من الصور وأدمنت عيناك التصفح.
أما الوحش الآخر الذي يرتدي الأحمر والأبيض أيضا فهو "يوتيوب" .. لن تقهرك الإعلانات في بداية كل فيديو ولن تزعزعك كثرة المقترحات بل بالعكس , فقد اعتاد عقلك رؤية جملة "تخطي الإعلان" وحفظت أصابعك طريقها إليها لنقرها .. أصبحت أسيرا للكليبات والمدونات المرئية ومقاطع الأفلام والبرامج المتنوعة.
في شهر أكتوبر لهذا العام , بلغ عدد مستخدمي "يوتيوب" 2 بليون شهريا بمعدل 30 مليون مستخدم يومي، 30 مليون شاب يقضون الوقت علي اليوتيوب دون اهتمام بالدراسة أو عمل أو حتى تواصل اجتماعي !! 30 مليون أب وأم لا يعطون وقتا كافيا لرعاية أطفالهم أو محاورتهم حول يومهم وهواياتهم! هناك أيضًا 30 مليون طفل توحدوا مع شاشات الهواتف حتى تتخلص أمهاتهم من بكاءهم الذي لا ينقطع.
أصبح كلا من بينتريست و يوتيوب كوالدتك اللي تحفظ عن ظهر قلب مأكولات صغيرها المفضلة فتظل تُقدّم كل ما يحلو له لتسعده دون اهتمام بالعواقب .. فيظلا يقترحا لك جميع مفضلاتك بل وما يجول في ذهنك وما يتوافق مع ذوقك الخاص .. فيداهمك الوقت بعقارب الساعة ويمر من فوق رأسك وانت لا تشعر بما ضيّعت من وقت فيما لا ينفع.
ويأتي السؤال .. وماذا بعد ؟ كل هذا الوقت الضائع بلا رجعة .. هل هناك ما يوقف نزيف الساعات التي نقضيها في تلك التطبيقات ؟ هل هناك ما يقلل فرص الوقوع في هذا الثقب الأسود ؟ الإجابة نعم , فكما يوجد الداء يوجد الدواء .
تم تصميم بعض التطبيقات لمعرفة الاستخدام العادى للتطبيقات الأخرى وفى الوقت نفسه تزويدك بالأدوات اللازمة لإدارة استخدام هاتفك وحظر بعض التطبيقات فى أوقات بعينها أو بعد وقت محدد للتقليل من تشتتك ولتتمكن من التركيز على الأشياء المهمة
مثل : QualityTime- TimeOut – Use Wisely