"الهروب من الجحيم"... كيف يمكن أن يحدث فيلما ملحميا ثورة ‏تقنية

لم يكن إطلاق فيلم "في 2.. الهروب من الجحيم" في 29 أبريل ‏‏2021، حدثا عاديا في روسيا، فهو فيلم ملحمي يجسد بطولة واحد ‏من أبطال الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفيتي، ولكنه من ‏جهة أخرى كان بمثابة مؤشر على ثورة تقنية قادمة في الطريق.‏

فالفيلم الذي أخرجه المخرج الروسي، تيمور بيكمامبيتوف، يعتبر ‏أول فيلم سينمائي ضخم مصمم بالكامل بتنسيق عمودي، ليكون ‏مهيئا للنشر على منصات التواصل مثل "تيك توك" و"سناب ‏شات".‏

تحديات كبرى

وكشف بيكمامبيتوف في تصريحات خاصة لموقع "ديد لاين" عن ‏حجم التحديات التي واجهها تصوير هذا الفيلم الروسي الملحمي، ‏والذي تأجل تصويره أكثر من مرة بسبب جائحة "كوفيد 19".‏

وأحد أبرز تلك التحديات بحسب المخرج الروسي، هو إصراره على ‏نمط التصوير العمودي الجديد، الذي أطلق عليه سم "سكرين ‏لايف" أو "وضع الشاشة"، وهو ما اعتبره الكثيرون مغامرة قد تكون ‏غير محسوبة العواقب.‏

ولكن دافع بيكمامبيتوف عن وجهة نظره بأنه يرغب من هذا ‏الفيلم، أن يسرد الأحداث من منظور جهاز الكمبيوتر أ الحواسيب ‏اللوحية أو الهواتف الذكية.‏

واعتمد المخرج الروسي خلال تنسيقه للفيلم على المزج بين تنسيق ‏المناظر الطبيعية التقليدية المستخدم في الأفلام الروائية الرئيسية، ‏وبين ذلك التنسيق الرأسي، الذي يكون صالحا للنشر على منصات ‏مثل تيك توك وسناب شات، بحيث يكون تصميم الفيلم بشكل ‏أساسي متناسبا مع جمهور الهواتف الذكية.‏

وطرحت الشركة المنتجة الفيلم بالشراكة مع عدد من شركات ‏الهواتف الذكية في روسيا، وأبرزها شركة "إم تي إس" الذي يعتبر أكبر ‏مشغل للهواتف الذكية في روسيا.‏

ولكن التحدي الأكبر الذي واجه عملية إنتاج الفيلم، هو أن تصويره ‏بدأ في فبراير 2020، وقت ظهور جائحة "كوفيد 19"، وهو ما ‏تسبب في تطبيق طاقم الإنتاج طرق مختلفة للتصوير عن بعد حتى ‏لا تتوقف عمليات إنتاج الفيلم، مستعينة بغرف المحاكاة ‏العسكرية، لتصوير مشاهد القتال الجوية المثيرة.‏

واستخدم طاقم التصوير من أجل ذلك لعبة محاكاة الفيديو الشهيرة ‏‏"وور ثندر"، لجعل المغامرات الجوية أكثر واقعية، والتي قال عنها ‏بطل الفيلم في تصريحات لموقع "روسيا بيوند" إنها جعلتهم أكثر ‏نشاطا وشعورا كأنهم في معركة جوية حقيقية.‏

‏ وعن تلك التقنية، قال منتج "وور ثندر"، فياتشيسلاف ‏بولانيكوف، إن تلك التقنيات تساعد بصورة كبيرة على تحسين ‏واقعية أفلام الحرب والمغامرات بصورة كبيرة، خاصة وأن تصويرها ‏بطريقة رأسية جعل الجميع في تحدي أكبر لمحاولة جعل تلك ‏المعارك متناسبة مع مستخدمي الهواتف الذكية وفي نفس الوقت ‏واقعية ومذهلة.‏

‏"نحن نحب تصور المعارك الجوية ، التي قام بها زملاؤنا المصورون ‏السينمائيون ، والتي تستند إلى مسارات الرحلات التي سجلها ‏الطيارون الافتراضيون. تبدو هندسة مسارات الطيران والسرعة ‏وحالات القتال أكثر واقعية مما تبدو عليه في أفلام الحرب الحديثة ‏الأخرى. يقول فياتشيسلاف بولانيكوف ، منتج ‏War Thunder‏ ، ‏إنه من الرائع أن [تقنية] ‏War Thunder‏ يمكن استخدامها ليس ‏فقط كلعبة ، ولكن أيضًا كأداة تساعد على تحسين الأفلام. ‏

قصة الفيلم

ويلعب دور البطولة في فيلم "الهروب من الجحيم"، الممثل ‏الروسي، بافل بريلوتشيني، حيث كان يؤدي شخصية بطل الحرب ‏السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، ميخائيل ديفياتاييف، وهو ‏طيار سوفيتي أسير، قاد عملية هروب جريئة من معسكر اعتقال ‏ألمانية النازية في تلك الفترة عن طريق خطف طائرة.‏

وتستند قصة الفيلم لأحداث حقيقية، رواها ديفياتاييف بنفسه في ‏سيرته الذاتية، وصدر الفيلم بالتزامن مع الذكرى الـ75 للواقعة.‏

وأصدرت الشركة المنتجة نسختين من الفيلم أحدها مخصصة ‏للسوق الروسية، والآخر باللغة الإنجليزية، ويحتوي على مشاهد ‏مختلفة، مثل غارات "لوفتواف" ضد لندن.‏