لا يدرك الكثير من المؤثرين الناشئين أو من يطلق عليهم "المؤثرين النانو"، ممن يمتلكون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي 3 آلاف متابع على الأقل، أنهم باتوا هدفا كبيرا للعلامات التجارية الكبرى، التي يمكنهم من خلالها كسب المزيد من المال.

وخصصت صحيفة "ذا فايننشيال إكسبريس" الاقتصادية العالمية تقريرا فندت فيه كيف يمكن لـ"المؤثرين النانو" أن يكسبوا المزيد من المال، عن طريق إدراك أنهم باتوا هدفا حقيقيا للعلامات التجارية الكبرى.

لماذا؟

ووصف التقرير أن الكماليات أو المشتريات غير الأساسية، بما في ذلك مستحضرات التجميل والأزياء والهواتف الذكية وباقي الأجهزة الإلكترونية الأخرى، من أكثر العلامات التجارية التي باتت تستهدف "المؤثرين النانو".

وأرجع خبراء الاقتصاد ذلك إلى نقص ثقة المستخدمين في المحتوى الدعائي المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تلك العلامات التجارية.

ولكن عند استخدام "المؤثرين النانو" للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، فهم يمتلكون ثقة أكبر لدى مستخدميهم، ما يمكن أن ينعكس بطبيعة الحال على تلك العلامات التجارية في حالة استخدامهم للترويج لتلك المنتجات.

ووفقا للتقرير الصادر عن شبكة الإعلانات "آي بي جي"، فهناك انخفاض مستمر في عدد عمليات الشراء التي تمت بناءً على توصيات وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، لذلك، يعتقد الخبراء أن توصيات ومراجعات وتعليقات المؤثرين بالنانو يمكن أن تكون أكثر قيمة وحقيقية في نظر المستهلكين، بدلا من الاستعانة بالمشاهير أو المؤثرين المشاهير.

النانو أم المشاهير؟

ولكن التساؤل الذي يدور في ذهن أي شخص، كيف أن "المؤثر النانو"، يكون أكثر تأثيرا من مؤثر مشهور لديه الملايين أو الآلاف من المتابعين.

وعن ذلك يقول، أباشكا جوبتا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "وان إمبريشن" التسويقية العملاقة، إن كلمة السر تكمن في أن "المؤثرين النانو" يحظون بثقة أكبر لدى متابعيهم.

ويشير كذلك براني سواروب، الرئيس التنفيذي لشركة "تشتربوكس": "لدينا جميعًا ذلك الصديق الوحيد الذي يتتبع آخر التطورات في مجال الهواتف الذكية، أو شخص ما سيقدم لك النصيحة الصحيحة بشأن السيارة التي يجب شراؤها، هذا هو ما نطلق عليه المؤثر النانو".

تجربة شاومي

ويطرح التقرير تجربة شركة "شاومي" الصينية الرائدة، في هذا الأمر، حيث لم تضخ الكثير من المال في الإعلانات التقليدية، بل بنت مجتمعا قويا من المعجبين الذين شاركوا باقي المستهلكين تجاربهم مع الهاتف وباقي منتجات الشركة الذكية، ما مكن المؤثرين النانو من تعزيز مبيعات الشركة بصورة كبيرة.

وعن ذلك قالت، أنوج شارما، كبير مسؤولي التسويق في "شاومي الهند": "اعتمدنا لفترات طويلة على ما يطلق عليه التسويق الشفهي، التي نعتبرها أفضل وسيلة تسويق".

ومضت بقولها "عندما أطلقنا هاتف شاومي مي 3 في الهند، وجدنا على صفحتنا عبر فيسبوك 10 آلاف متابع فقط، قررنا إحضار 10 آلاف هاتف لهم، وبعد ذلك قمنا ببيع 10 آلاف وحدة أخرى في ثوان معدودة، ووصلنا إلى مبيعات أكثر من نصف مليون هاتف في وقت قياسي".

وترجع شارما الفضل في وصول مبيعات "شاومي" لأكثر من 100 مليون هاتف في الهند على مدى السنوات الخمس الماضية إلى استراتيجية التسويق الشفهية.

سفراء صغار

ويوجد أيضا تجربة أخرى طبقتها شركة "ماك فاشون"، والتي أدرات فيها برنامج سفراء صغار، حيث دعمت 150 طالبا في الجامعات من المؤثرين بين زملائهم للترويج لمنتجاتها للتجميل 

وعن ذلك قالت جيتن ماهندرا، نابئة رئيس التسويق في "ماكس فاشون": "استخدمنا المؤثرين النانو من الطلاب بدلا من المشاهير، ساعدنا في إنشاء محتوى تسويقي متنوع بين أقرانهم، ما يجعلهم أكثر تأثيرا من المؤثرين المشاهير، الذين يقدمون رسالة واحدة بدون أي تنوع من دون أن يحظوا بمصداقية لدى متابعيهم رغم كبر حجمهم".

لا مركزية المحتوى

ويعرف خبراء التسويق استراتيجية الاستعانة بالمؤثرين النانو، بما يطلق عليها "لا مركزية المحتوى".

وتعمل تلك الاستراتيجية على إشراك المؤثرين النانو، في إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف من المنشورات نيابة عن العلامة التجارية، بالإضافة إلى تحسين تواجد المنتج على محركات البحث وفق خوارزميات "السيو" المعروفة.

كما أنه باتباع هذه الاستراتيجية، يصبح "المؤثرين النانو" أقل تكلفة بصورة كبيرة من الحملات الترويجية الكبرى التي تستعين بالمشاهير، وهو ما دفع الكثير من الشركات إلى تخصيص نسبة تتراوح من 30% إلى 40% من إجمالي حملاتها التسويقية للمؤثرين النانو، علاوة على أنه يقدم نتائج أفضل 5 أضعاف من الحملات التسويقية التقليدية.