هل فكرت يوماً كصانع محتوي أو حتى مجرد مستخدم عادي في أن تأخذ استراحة ولو مؤقتة من السوشيال ميديا أو بمعنى آخر إجازة علاجية منها؟ أن تغلق هاتفك وحاسوبك وتلقي بنفسك في مكان بلا وسائل اتصال أو كهرباء؟ أن تعيش نمط الحياة البدائية و تبتعد عن كل ما يربطك بالإنترنت؟ أن تقاوم إدمان التصفح وتتحكم في يديك السائرة نحو هاتفك بلا إرادة؟
مظاهر إدمانك للسوشيال ميديا :
قد يبدو أمراً صعب التنفيذ خاصة أننا صرنا نلبي نداء شيطان السوشيال ميديا بلا اعتراض فتجد نفسك في وقت الغداء ممسكا بالملعقة في يد و بهاتفك في الأخرى .. كما صرنا جميعاً لا نعرف شيئاً عن التواصل بالعيون أثناء المحادثات الحقيقية فعينيك لا تفارق شاشتك إلا وقت النوم .. حتي عجلة قيادة سيارتك لا توليها التركيز المطلوب أي أنك قد يصل بك إدمان المتابعة والتصفح إلي الحد الذي قد يودي بحياتك ..
لكن أخذ استراحة من كل ذلك ليس بمستحيل كما أنه ضروري علي الأقل من آن إلي آخر و سنسترسل في أسباب ضروريته لاحقاً.
أهداف الإجازة العلاجية من السوشيال ميديا :
1- التخلص من الطاقة السلبية المنتشرة على السوشيال ميديا: فالأخبار والمنشورات أصبحت سوداوية كئيبة قاتلة للبهجة و كأنما هدفها القضاء على هرمونات السعادة لدينا .. أن تأخذ هدنة من كل هذه الأخبار المفبركة المحرضة على الإنتحار وكل هذه المنشورات التي يفوح منها التشاؤم هو هدف سامي يجب أن تسعى لتحقيقه.
2- فرصة لتجديد المحتوى : إذا كنت صانع محتوى فأنت تحتاج لهذه الإجازة كي تطور من محتواك وتخطط له و تجدد أفكارك كما أن البعد عن المحيطات يساعدك على التأمل والتفكير دون الوقوع في خطأ التقليد.
3- اكتشاف الجديد عنك : تصفح صفحات الويب و تحميل الصور هنا وهناك ليسوا بموهبة ولا هي هواية تستحق هذا الإخلاص في الممارسة .. أن تأخذ وقتك في اكتشاف ذاتك وماذا تهوي هو أحد أهم أهداف هذه الإجازة .
قد تجد نفسك في بداية إجازتك من السوشيال ميديا متأزماً بشدة كمن كان معتاداً على عقار معين يقضي على أعراض مرض مَللُه و فجأة أصبح وقته خاوياً أكثر من ذي قبل وما زال عقله لا يستوعب عدم قضاء اليوم بين طرقات السوشيال ميديا و تطبيقاتها .. فقط حاول فهي خطوة تستحق المحاولة.